قصة قصيرة - قصة نجاح هارون

قصة قصيرة -  قصة نجاح هارون

مقدمة : 

هذه القصة القصيرة التي سنرويها لكم هي من نسج خيال الكاتب فقط و هي ليست واقعية، إذا تشابهت هذه القصة مع قصة حقيقية فهذا مجرد تشابه.

قصة قصيرة -  قصة نجاح هارون
 قصة قصيرة -  قصة نجاح هارون

قصتنا تدور حول شاب كان تائها في حياته، لا يقوم بشيء سوى إضاعة الوقت على أشياء يكررها يوميا، حتى جاء ذالك اليوم الذي قرر فيه المضي قدما و إستكشاف قدراته وتحقيق أهدافه وهذا ماسنتعرف عليه مع بعض في هذه القصة.

بطل هذه القصة شاب في مقتبل العمر إسمه هارون، من عائلة بسيطة ميسورة الحال، له ثلاثة إخوة أخ وأختين كان والده هو من يصرف على العائلة فيما كان هرون وأخوه عاطلين عن العمل، فكل ما كان يقوم به هرون هو النهوض في الساعة العاشرة صباحا يشرب قهوته التي قامت والدته بتحضيرها ثم يتصفح هاتفه ويذهب للخارج لشراء الخبز بالنقود التي تركها والده ويشتري بما تبقى منها سجائرا، يدخن سيجارة ويعود إلى البيت ويتمدد على فراشه لكي يتصفح هاتفه، حتى يحين موعد الغداء فيتغدى ثم يخرج للحي يدخن سيجارة ويعود إلى البيت ليتمدد على فراشه ممسكا هاتفه وهكذا كان يقضي بقية يومه، كان هذا هو روتينه اليومي فقد تستغرب و تتسائل مذا يفعل بالهاتف حتى كان متمسكا به لهذه الدرجة. سأجيبك لا تستغرب فهذا حال العديد من الأشخاص تجدهم يقضون سعات و سعات في مشاهدة فيديوهات و تصفح وسائل التواصل الإجتماعي دون أي فائدة تذكر سوى تضييع الوقت، لكن هذه الحال لم تدم طويلا فمن كان يدفع لتشغيل شبكة الأنترنت في البيت هو الأب وكانت كل ماتنتهي يقوم بتعبأتها مجددا في اليوم الموالي لكن هذه المرة لم يقم بتعبأتها لعدة أيام هنا وجد هارون نفسه في فراغ لأنه إعتاد على الأنترنت، في اليوم التال زار بيته إثنين من أعمامه كانا هو ووالده جالسين معهما يتبادلان أطراف الحديث مما ساقهم إلى التحدث عنه وهو بأن يبحث عن عمل لكي يسترزق منه ويرسم مستقبله بدل الوقت الذي يضيع سدا، هنا بدأ هارون يفكر في نفسه و عن الفراغ الذي يعيش فيه أو بالأصح الذي إختار العيش فيه وقال في نفسه أنا لا تعجبني حالة الفراغ التي وضعت نفسي فيها، و هنا قام بإتخاذ قرار جريء، وكان قراره مغادرة المنزل لإكتشاف قدراته، فقد أخرج حقيبة قام بوضع  لباسين داخلها واحد لإرتدائه والآخر للعمل، خرج من البيت دون معرفة وجهته أو أين هو ذاهب فأخذ يتمشى و يتمشى حتى وصل إلى قرية وكان الليل قد حل، فأخذ يتجول فيها و يكتشفها بعدها شعر بالتعب فذهب إلى مسجد القرية هناك وجد شخص يقوم بحراسة هذا المسجد فطلب منه أن يتركه ينام لليلة واحدة فرفض طلبه بحجة أنه غريب ولا يعرفه فراح هارون يتمشى فوجد قطعة كرطون أخذها وفرشها على الأرض ثم نام فوقها، في الصباح الباكر نهض من نومه مترددا بشأن إكمال رحلته التي لا يعرف وجهتها أو يعود إلى البيت، فقرر إكمالها و كان الجوع قد بدأ ينال منه، راح يتمشى ويتمشى حتى وصل إلى قرية أخرى ثم ذهب إلى مخبزة القرية وطلب قليلا من الخبز فأعطوه فأكل وخبأ ما تبقا منه بعدها طلب من فتية كانو يلعبون أن يعطوه الماء فجلبو له قرورة ماء شرب منها حتى إرتوى وخبأ مابقي منها، ضلت حالته هكذا من قرية إلى أخرى، حتى صادف أشخاص يعملون قام بسؤالهم إن كان هناك عمل شاغر له، رد عليه صاحب العمل أنه يبحث عن عامل ليوم واحد فقط فوافق هارون وكان هذا العمل القيام بإنزال قطع من الحديد من شاحنة ووضعه في مرأب، بعد إنتهائهم من إنزالها ووضعها في المرأب قام صاحب العمل بدفع أجرته كاملة، وكان في المرأب حمام شاهده هارون سأل صاحبه أن يتركه لكي يغتسل ووافق على تركه لكي يستحم، فإستحم وغير ثيابه بعدها شكر صاحب المحل ثم غادر لإكمال رحلته، في الطريق شاهد محل لبيع مأكولات خفيفة، إشترى سندويش أكله ثم بحث عن مكان للنوم وكالعادة قام بفرش قطعة كرتون نام عليها، في الصباح إستقل حافلة كانت وجهتها مدينة كبير عند وصوله بدأ بسؤال أصحاب المحلات عن عمل الذي قوبل بالرفض حتى تم موافقة طلبه من صاحب محل لبيع مواد غذائية بدأ من تلك اللحضة بالعمل وعند إقتراب موعد الإغلاق طلب من صاحب المحل أن يتركه ينام فيه فوافق، مرت أسابيع وأسابيع على بداية عمله، في ليلة من الليالي و هو نائم بالمحل سمع صوت شخصين وهما يتناقشان على كيفية صب البنزين على المحل لحرقه، بسرعة أخذ هاتفه إتصل بالشرطة لكن لم يتم الرد عليه و بعد عدة محاولات فاشلة قام بالإتصال على رقم صاحب المحل الذي بدوره بعد سماع الخبر خرج من بيته مسرعا بعد إعلام الشرطة عن ماجرى، بينما هم في الطريق قما الشخصان بصب البنزين على أبواب المحل ففكر هارون بحل لكي لا يحترق المحل أو يبطأ من إحتراقه، أخذ بجمع عبوات المياه ووضعها في صفوف كل صف من العبوات فوقه صف آخر، هذا لأنه فكر إذا وصلت النيران لداخل المحل سيذوب بلاستيك عبوت الماء مما ستتسرب مياهها التي ستبطأ من سرعة إحتراقه، بعد صف عبوات المياه فوق بعضها البعض أمسك عصا وخرج من الباب الخلفي للمحل مهاجما هاذين الشخصين فضرب أحدهم و أوقعه أرضا فيما فر الآخر في هذه الأثناء وصلت سيارات الشرطة وسيارت الإطفاء مع صاحب المحل الذين شارعو في إطفاء النار قبل إلتهامها المحل، بعد عدة ساعات تم إقاف مفتعل الحريق الثاني الذي هرب، في الصباح قام صاحب المحل إعطاء مبلغ من المال لهارون لأنه كان سببا في عدم حريق محله لكن الأخير رفض بحجة أنه لم يقم بهذا للحصول على المال. مضت عدة أسابيع عن الحادث وبعد جني مبلغ جيد من المال إستأجر هارون مكان لينام فيه، كان هذا المكان عبارة عن غرفة واحدة للنوم وحمام ودورة مياه، هنا أحس أنه أصبح يتحمل مسؤوليته أخذ يفكر كيف يطور من نفسه ويكسب المزيد من المال حتى وصل إلى فكرة أنه يشتري منتجا و يقوم ببيعه في المحل بالطبع بعد موافقة صاحبه لكنه كان يفكر كيف يبيع هذا المنتج بسرعة، ووجد أفضل حل هو الإعلان عن هذا المنتج، لهذا قام بشراء جهاز كمبيوتر محمول، بدأ بتعلم كيفية إنشاء حملة إعلانية ناجحة على الفيسبوك، ثم قام بإختيار منتجه بعناية، كان هذا المنتج عبارة عن زيت لتقوية الشعر للنساء على أساسه أنشأ حملة إعلانية على الفيسبوك إستهدف الفئة التي لها إهتمام به، كانت نتائج هذه الحملة ناجحا وإنتهت الكمية في عدة أيام مما أدى إلى شرائه كمية أكبر و إنفاق مبلغ أكثر للحملات الإعلانية، هنا شاهد صاحب المحل أن المنتجات التي يقوم ببيعها تنتهي في غضون أيام فسأله كيف تبيع منتجك بسرعة؟ أجابه هارون بأنه يقوم بحملات إعلانية يستهدف الفئة التي لها إهتمام بالمنتجات التي يبيعها أو لها إهتمامات مشابهة، هنا طلب صاحب المحل من هارون أن يقوم بعمل حملة إعلانية للمحل بالطبع صاحب المحل هو من سيدفع للحملة، بالفعل قام هارون بعمل حملات إعلانية للمحل التي كانت ناجحة وأتت نتائجها، فزاد عدد الزبائن كما إرتفعت نسبة المبيعات 20٪، و هذا ما أدى إلى القيام بحملات إعلانية أخرى للمحل التي زادت من أرباحه، لكن كان لصاحب المحل أخ يعمل أيضا في المحل قد شعر بالغيرة إتجاه هارون لأنه حقق نتائج جيدة عادت على المحل بالربح، هنا أصبح يخطط لمكيدة ليتم طرد هارون من المحل ففكر بخطة التي قام بتطبيقها وعلى إثرها تم طرد هارون من المحل، كانت هذه الخطة أن إتفق أخ صاحب المحل مع عدة نسوة الذي طلب منهم أن يشتكوه لصاحب المحل أنه يتحرش بهن و كل واحدة على حدة، بالفعل هذا ماجرى، بين فترة وأخرى تأتي أحد هذه النسوة وتفتعل شجار معه ثم تتهمه بأنه تحرش بها، مما أدى إلى طرده بالرغم من أنه مضلوم، عاد هارون إلى المكان الذي إستأجره لينام فيه بدأ يخطط لحياته المهنية، في هذه الأثناء و بعد الكثير من التفكير توصل لفكرة أنه يجب أن يفتح محل خاص به لبيع منتجات خاصة بالحيونات، لكن المبلغ الذي جمعه كان قليل يكفي لٱستأجار محل لمدة 6 أشهر فقط، لكن هذا لم يثنيه بدأ بالبحث عن محل لإستأجاره وبالفعل كان هناك محل مغلق بنفس الشارع الذي كان يعمل فيه، هنا إتخذ خطوته بالإتصال بمالكه إتفق معه على أن يلتقي به، بالفعل إلتقيا فسأله كم تريد تأجيره أجابه أنه يريد إستأجاره ب 15 ألف دينار مع تسبيق لمدة ستة أشهر، يعني يجب أن يدفع 90 ألف دينار و كل ما كان عنده هو 150 ألف دينار، 50 ألف لدفع أجار مكان إقامته وثمن طعامه وشرابه، لكن هذا لم يثنيه، دعا صاحب المحل لشرب القهوة معه، فتقبل دعوته و بعد شرب القهوة أخبر هارون أنه لن يتمكن من دفع المبلغ وطلب أن يدفع مقابل شهرين لأنه ليس معه المبلغ الكافي، بعد تبادل أطراف الحديث قرر صاحب المحل أن يؤجره لمدة شهرين بدون أن يأخذ منه دينار واحد كان شرطه أنه إذا نجح في تجارته عليه أن يدفع مقابل الإجار و أن لم يتوفق لن يأخذ منه شيء، عاد هارون إلى مكان إقامته و البهجة تعلو وجهه، أخذ يفكر في تجهيزات المحل، و ماهي المنتجات التي عليها طلب مع خطة تسويقية، بالفعل قام بإعادة طلائه وتجهيزه كما أنه قام بتعليق لافتة عريضة فوقه كدعاية لتعريف الناس بمنتوجات هذا المحل كما قام بشراء منتجين خاصين بطعام الكلاب التي وزعها ورتبها في رفوف المحل، ثم قام بعمل حملة إعلانية للمنتج الذي إشتراه إستهدف الأشخاص المهتمين بالكلاب و بالفعل أتته رسائل عدة على صفحته في الفيسبوك لسؤال عن المنتج والسعر ومكان البيع قام بالإجابة عليها، في صباح اليوم التالي نهض باكرا وفتح المحل ينتظر دخول الزبائن، وبالفعل بدأ يأتي الناس لزيارة محله كان أغلبهم مستهدفين من الحملة الإعلانية التي قام بها، لقد باع في اليوم الأول نصف الكمية وهذه نتائج جيدة مما دفعه لشراء المزيد من هذا المنتج و إعادة بيعه و كلما كسب المال قام بشراء منتج جديد و ملئ المحل و زيادة ميزانية الحملات الإعلانية، بهذا بنى قاعدة عملاء مخلصين و المحل الذي بدأ ببيع طعام الكلاب فقط أصبح محل لعدة منتجات مثل طعام القطط و الطيور و أيضا أحزمة للكلاب مختلفة الأشكال كما أنه أصبح يبيع طعام مخصص لكل نوع من الكلاب وعندما رأى النمو في تجارته و زيادة عملائه أصبح يتعلم عن كل ما يختص بالحيوانات خصوصا الشائع تربيتها في منطقته مثل القطط و الكلاب و الطيور الصغير و الهمستر ....إلخ.

الأن و بعد تحقيق نجاح كبير في المحل قام بالإتصال بصاحب المحل و دفع له أجرة سنة كاملة، كما أصبح يفكر في العودة إلى زيارة أهله فقد مضى على رحيله ستة أشهر.

........يتبع


تعليقات